بسم الله والحمدلله
أعزائى الكرام
السلام عليكم
فى الصباح الباكر أيقظتنى زوجتى حفظها الله وبارك فيها ولاحرمنى من ودها
قالت أستيقظ لقدمات ابن خالتك
قلت: إنّالله وإنّا إليه راجعون
منذثلاثة أيام كنت أعوده فى المستشفى
جلست بجواره على سيريره الأبيض
وقد تعافى بعض الشيئ بعدما أن أنتهت بعض الغيارات الطبية حيث أنه قد أجريت له عملية جراحية
قلت له :الآن أنت أحسن وصحتك بدأت تتحسن كثيرا
قال: الحمدلله حاسس أنى فعلا تحسنت
تعبت كثيرا ياأبن خالتى وأناأكره المستشفى وأريد أن أعود إلى البيت
قلت: يوم ولايومين ان شاءالله وتعود إلى البيت
قال: العيال مش عارفين يتصرفوا فى مصالح البيت ولازم أتابع بنفسى وأشوف الزرع والمواشى
أصلا ياابن خالتى انا السنةدى زارع كمية كبيرة من القمح وناوى ان شاءالله اجوز الواد الكبير وكمان أخته خطيبهاقال الشهرالجاى هعمل الفرح
وهكذا دار الحيث بينى وبينه وهو يقص علىّ ماذايريد أن يفعله فى الأيام القادمة والأحلام والأمانىّ
ودعوت الله له بالشفاء وأستأذنته للعودة
وطلب منى أن أتصل عليه علشان بيتوحشنى لماأغيب عنه
ووعدته أن أفعل.
وها هو الآن وأنا أكتب لكم يرقد فى مرقده الأخير تحت الثرى
وقدعودت من ساعة واحدة من تشييع جنازته
ونحن نسير خلف الجنازة وكما هى العادة فى قريته التى يوطنها النساء تسيرخلف الجنازة
سمعت أحدى النسوة من أهله وهى تقول :ياغالى علىّ يابويا سيبنى ورايح فين.
قلت لنفسى ومتذكرا آخرحديثه معى من أيام ثلاثة
أيام وهو يعدد لى مايريد أن يفعله وماهى مشاريعه وطمحواته المستقبلية
وكم هى الدنيا حلوة خضرة تجعل المرءمتمسك بجلابيبها تجذبه ملذاتها الفانية وتمر سنين عمره وهولاهٍ كم اليوم جمع من أموال وكم اليوم نمت زراعته وكم هو رصيده فى البنوك
وماذا يريد أن يفعل غدا
وهكذا الكل يحلم ويأمل ويطمع فى المزيد من نعيمها الفانى والتى تفنى معه الدنيا بماعليها
نعم أمرنا الله بعمارة الأرض
وأخبرنا حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم
حيث يقول{أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا ، وأعمل لآخرتك كأنك تموت غدا}
ولكن معظم القوم يعمل للدنيا كأنه يعيش أبدا ولايموت أبدا
فيأحبتى أذكركم أن لكل واحدمنّا أجل محدد وأيام معدودة
إذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون
فعليكم بجانب العمل الدنوى لاتنسوا العمل من أجل الآخرة
وفقنى الله وإياكم لمايحب الله لنا ويرضى
دعواتى لكم دوما بالسلامة والأمن
مع تحيات
أخوكم
رفعت