G-0RF4L8LMLY
![]() | |
![]() |
#1
| |||||||
| |||||||
![]() فادي محمد ياسين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، {أَمَّن يُجِيبُالْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِأَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ} [سورة النمل: 62]. الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، الحمد لله ملىء السموات والأرضوملىء ما أراد من شيء بعد الحي القيوم خالق السموات والأرض مرسل الرسل بالحق الغنيالقوي الحميد العظيم المتعال. فمن فضله سبحانه أن لم يجعل بيننا وبينه حاجزاولا وسيطا ولا وكيلا بل هو سميع قريب مجيب الدعاء الرحمن الرحيم. ممّانشاهده اليوم وبات ملموسا تغييب الدعاء من الأفئدة والقلوب إلاّ ممن رحم الله، فماأن يذكر لك أحدهم أمرا فترد عليه أن عليك بالدعاء إلاّ وتجده عبس وزمجر واكتئب وبسروكأنك تثبط من همته وتميت أمره وقضيته. فأين بات الدعاء منا أليس هو العبادةبل من أجل العبادات وبه يقاس قرب العبد من ربه وخضوعه له واستلامه لعظمته وإقرارابوحدانيته. يقول سبحانه: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِيأَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَجَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [سورة غافر: 60]. فإيّاك إيّاك أن تهمل الدعاءوتستكبر نفسك عنه فتدخل في الوعيد المنتظر لهم من الله سبحانه، ثم لتتأمل كرمه جلوعلا في بداية الآية وقوله {ادْعُونِي أَسْتَجِبْلَكُمْ}فلا فاصل بين الكلمتين ولا تسويف. ممّا ورد في الأثر أنّالداعين عندما يروا أثر دعواتهم التي لم تستجب وأجورها لودوا أن لو لم تستجاب لهمدعوة واحدة. عندما كان موسى وهارون عليهما السلام يدعوان الله سبحانه علىفرعون جاء الرد بأن: {قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَافَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ} [سورة يونس: 89]. قال ابن كثير: "لم يرى موسىالإجابة إلاّ بعد 40 سنة". هذا نبي الله يدعو وينتظر 40 سنة فما بال من منا لاينتظر أربعة أيّام إلاّ وتأنف نفسه ويقول لا يستجاب لي!! ولكن أيضا ورد فيالأثر أنّ هناك من دعى فاستجاب الله له في حينه كمن دعا بنزول المطر فنزل المطرولله سبحانه الحكمة في إجابته أو تأخيره. قال المولى القدير: {لَا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاء الْخَيْرِ وَإِن مَّسَّهُالشَّرُّ فَيَؤُوسٌ قَنُوطٌ} [سورة فصلت: 49]. وورد في صحيح البخاريأن حدثنا عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن ابن شهاب عن أبي عبيد مولىابن أزهر عن أبي هريرة أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجبلي». فادعو الله ولا تستعجل الإجابة ولا تتذمر وتقل لا يستجاب لي ولايقبل الله دعوتي، فإنّما عليك الدعاء وبذل أسباب قبوله وما تلى ذلك إنّما هو للهسبحانه. فلنعصف أذهاننا ونبلورها ونجدد إيمان قلوبنا وندعوا الله موقنينبالإجابة راجين عفوه ورحمته، بل لنتحرى الدعاء يوميا ولنقتنص ساعات الإجابة، فأنتلا تطلب من حاكم أو أمير أو وزير بل تدعو ملك الملوك قيوم السموات والأرض فكيف ترجووتلجأ للعباد وتنسى رب العباد، فإيّاني وإيّاك أن تقع في ذلك وتتخذ ما لا ينفع ولايضر من أموات وأحياء وسطاء بينك وبين الملك سبحانه فلا البدوي ولا المرسي ولا غيرهمينفعونك، بل لقد قال سبحانه لمحمد صلى الله عليه وسلم: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُدَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِيلَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [سورة البقرة: 186]. فلتتأمل الآية ولتتأمل{أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ}، فلم يجعل الله سبحانه حتىنبيه صلى الله عليه وسلم أحب الخلق إليه وسيطا بينه وبين عباده. ويقول جلوعلا: {لَهُ دَعْوَةُ الْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِندُونِهِ لاَ يَسْتَجِيبُونَ لَهُم بِشَيْءٍ إِلاَّ كَبَاسِطِ كَفَّيْهِ إِلَىالْمَاء لِيَبْلُغَ فَاهُ وَمَا هُوَ بِبَالِغِهِ وَمَا دُعَاء الْكَافِرِينَإِلاَّ فِي ضَلاَلٍ} [سورة الرعد: 14]. فلتلجأ له وحده سبحانهولتدعوه بأسمائه الحسنى كما قال جل وعلا: {وَلِلّهِ الأَسْمَاءالْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِسَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [سورة الأعراف: 180]. فإنكنت تريد الرزق فلتدعو يا رازق ارزقني..... تريد المال فلتدعو يا غنياغنني....... تريد العفو فلتدعو يا عفو اعفو عني..... تريد الرحمةفلتدعو يا رحمن ارحمني ..... تريد العلم فلتدعو يا عليمعلمني..... وإن كان الاتباع والدعاء بما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلمأبرك وأدعى للإجابة ولكن لابأس أن تدعوا بما يفتح الله عليك به وما تريده نفسك علىألاّ يكون حراما أو فيه اعتداء على الخالق. قال تعالى: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّالْمُعْتَدِينَ} [سورة الأعراف: 55]. قال شيخالإسلام ابن تيمية: "المَشْرُوعُ للإنسان أن يدعو بالأدعية المأثورة؛ فإنالدُّعَاءَ من أفضل العبادات، وقد نَهَانَا الله عن الاِعْتِدَاءِ فيه، فينبغي لناأن نَتَبِعَ ما شُرِّعَ وسُنَّ، كما أنه ينبغي لنا ذلك في غيره من العبادات، والذييَعْدِلُ عن الدُّعَاءِ المُشْرُوعِ إلى غيره، الأحْسَنُ له أن لا يَفُوتَهُالأكْمَلُ والأفْضَلُ، وهي الأدْعِيَةِ النَّبَوِيَّةِ، فإنَّها أفْضَلُ وأكْمَلُباتفاق المسلمين من الأدعية التي ليست كذلك وإن قالها بعض الشيوخ، فكيف وقد يكون فيعَيْنِ الأدعية ما هو خطأ أو إثم أو غير ذلك؟!". قالالشيخ علي الحذيفي: "حقيقة الدعاءِ تَعْظِيمُ الرَّغْبَةِ إلى الله في قضاءِالحاجاتِ الدُنْيِوِيَةِ والأخْرَوِيَةِ، وكَشْفِ الكُرُبَاتِ ودَفْعِِ الشُّرُورِوالمَكْرُوهَاتِ الدُّنيوية والأخْرَوِيَةِ". فلنتذكر ولنستشعر أنّنا ضعفاءأذلاء لا حول لنا ولا قوة إلاّ بخالقنا، فمن اعتمد على قوته خاب ومن اعتمد علىذكائه خسر ومن استكبر وعتا بنفسه ضل، فلنجعل الحبل مع الله ممدود والقرب منه وإليهموصول وبحبه والعمل لمرضاته الفؤاد مشغول. قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: «لا يُغْنِي حَذَرٌ مِنْ قَدْرٍ، والدُّعَاءُ يَنْفَعُمِمَّا نَزَلَ ومِمَّا لَمْ يَنْزِلْ، وإنَّ البَلاَء َلَيَنْزِل، فَيَتَلَقَّاهُالدُّعَاءُ، فَيَعْتَلِجَانِ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ» [صحيحالجامع]. قال ابن القيم: "الدُّعَاءُ من أنفعالأدوية، وهو عدو البلاء يُدَافِعُهُ ويُعَالِجُهُ ويَمْنَعَ نُزُولُهُ ويَرْفَعُهُأو يُخَفِفُهُ إذا نَزَلَ، وهو سِلاَحُ المؤمن". وهذا ممّا يدعونا للتمسكبهذه العبادة الجليلة فهي سنة الأنبياء من قبلنا وطريق من طرق الوصول للقوي العزيز،قال سبحانه: {هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاء} [سورة آل عمران: 38]. وقال: {وَنُوحاً إِذْ نَادَى مِنقَبْلُ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَنَجَّيْنَاهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِالْعَظِيمِ} [سورة الأنبياء: 76]. وممّا استشرى وانتشر ممّا نشاهدهمن كثرة الحوادث والمصائب التي تلم بالعباد وكثرة الأوجاع والأسقام وامتلاءالمستشفيات والمصحات، ومع ذلك نرى من الجحود العجب العجاب، فكما قال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْقَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْيَدْعُنَا إِلَى ضُرٍّ مَّسَّهُ كَذَلِكَزُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ مَا كَانُواْيَعْمَلُونَ} [سورة يونس: 12]. ولم أجد كلمات أكتبها أوفى مما ذكر فيالتفسير الميسرللآية إذقال: "وإذا أصاب الإنسانَالشدةُ استغاث بنا ـ أي بالله ـ في كشف ذلك عنه مضطجعًا لجنبه أو قاعدًا أو قائمًا،على حسب الحال التي يكون بها عند نزول ذلك الضرِّ به. فلما كشفنا عنه الشدة التيأصابته استمرَّ على طريقته الأولى قبل أن يصيبه الضر، ونسي ما كان فيه من الشدةوالبلاء، وترك الشكر لربه الذي فرَّج عنه ما كان قد نزل به من البلاء، كما زُيِّنلهذا الإنسان استمراره على جحوده وعناده بعد كشف الله عنه ما كان فيه من الضر،زُيِّن للذين أسرفوا في الكذب على الله وعلى أنبيائه ما كانوا يعملون من معاصي اللهوالشرك به". فلنعد الشحن الايماني والتأمل فممّا سبق رأينا كيف دعا موسىوهارون وزكريا عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم هذا وهم المرسلون، وهذاخليل الرحمن يقول في كتاب الله: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَالصَّلاَةِ وَمِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاء} [سورة إبراهيم: 40]. فيرجو ربه بقبول الدعاء، فكيف بنا نحن، والله إنّنا لخاسرون إن لم نلجألربنا وحده فهو المولى والنصير والعزيز والقدير. فمن كرمه سبحانه قوله: {وَيَدْعُ الإِنسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَالإِنسَانُ عَجُولاً} [سورة الإسراء:11]. فيذكرالتفسير الميسر فيها الآتي: "يدعو الإنسان أحيانًا على نفسه أو ولده أو مالهبالشر، وذلك عند الغضب، مثل ما يدعو بالخير، وهذا من جهل الإنسان وعجلته، ومن رحمةالله به أنّه يستجيب له في دعائه بالخير دون الشر؛ لأنّه يعلم منه عدم القصد إلىإرادة ذلك، وكان الإنسان بطبعه عجولا". وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبيصلى الله عليه وسلم قال: «لَيْسَ شَيْءٌ أكْرَمَ عَلَى اللَّهِتَعَالَى مِنْ الدُّعَاءِ» [رواه الترمذي في صحيحه]. واعلم أنّالإخلاص من أصل الأعمال وقبولها، فلا تدعو الله بقلب خال أجوف تكرر كلاما حفظته دونأن تستحضر قلبك وما وعيته. {فَادْعُوا اللَّهَمُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [سورة غافر: 14]. قال الإمام المناوي: "أي لا يَعْبَأ ـسبحانه ـ بسؤال سائلٍ غَافِلٍٍ عن الحضور مع مولاه، مَشْغُوفٌ بما أهَمَّهُ مندُنْيَاهُ... والتَّيَقُظُ والجَدُّ في الدُّعَاءِ من أعظم آدابه". ثم نقل عن الفخر ![]() سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ |
وصلات دعم الموقع |
![]() | #2 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() أسـعد الله أوقـاتَكُـم بكُـل خَيرٍ دائمـاَ تَـبهـرونا بَمَـواضيعكم ألتي تَفُـوٍح مِنهآ عطرٍ ألابداع وٍألـتَمـيُز اليك كل الشكر من كل قلبي |
![]() سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ![]() |
![]() | #3 |
![]() | ![]() طرح رائع بارك الله فيك وجزاك الله كل خير وجعله في موازين حسناتك تسلم الايادي ويعطيك العافيه |
![]() سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ![]() |
![]() | #4 |
![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() ![]() | ![]() كل الشكر والتقدير على الطرح الرائع والهادف بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء تحيااتي |
![]() سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ![]() |
![]() | #5 |
![]() | ![]() قلم رصاص طرح راقي وموضوع قيم جزاك الله كل خير على ما طرحت لنا وجعله الله في ميزان حسناتك خالص تحياتي لحضرتك ![]() ![]() ![]() |
![]() سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ ، أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتْوبُ إِلَيْكَ ![]() |
![]() |
مواقع النشر (المفضلة) |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
أدوات الموضوع | إبحث في الموضوع |
انواع عرض الموضوع | |
| |
![]() | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
تفسير الأحلام ( رؤيا الأنسية ) | زينــــــه | تفسير الأحلام لإبن شاهين | 4 | 26-09-2013 12:53 AM |
الأحواز العربية المحتلة - القضية المنسية | عاشق ولهان | المنتدي الوثائقي | 6 | 17-09-2013 11:39 PM |
الفرق بين العبادة من اجل الله والعبادة من اجل الجنة | ســاره | صوتيات ويوتيوب وخواطر إسلاميه | 9 | 12-09-2013 02:21 AM |
لذة العبادة .. | زينــــــه | المنتدي الاسلامي العام | 6 | 07-08-2013 01:42 AM |
القرآن الكريمـ : التواضع خلق الأنبياء وأفضل العبادة | ســاره | القرآن الكريم وعلومة واعجازة العلمي | 9 | 14-03-2013 09:47 PM |